أوضح الكاتب ديفيد هيرست في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي أن مصدرًا رفيعًا في حركة حماس أكّد أنّ إسرائيل تتحمّل مسؤولية التأخير في العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين الذين فقدوا في قطاع غزة، بسبب الدمار الهائل الناتج عن قصفها العشوائي للقطاع. وأضاف المصدر أنّ نحو عشرة آلاف فلسطيني ما زالوا تحت الأنقاض، وأنّ تحديد مواقع الجثث يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

أشار ميدل إيست آي إلى أنّ تصريحات حماس جاءت بعد إعلان مسؤولين إسرائيليين بقاء معبر رفح مغلقًا حتى إشعار آخر، واتهامهم الحركة بالاحتفاظ بجثث أسرى كان يُفترض تسليمها وفق الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. غير أنّ المصدر في حماس شدّد على أنّ المفاوضين أوضحوا خلال المحادثات أنّ وجود القوات الإسرائيلية داخل القطاع واستمرار القصف الواسع سيجعلان عملية البحث عن الجثث معقدة وطويلة.

وأوضح المصدر أنّ نص الاتفاق الموقّع بين الطرفين تضمّن بندًا صريحًا تحت عنوان "آلية تبادل المعلومات"، يلزم الجانبين عبر الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتبادل المعلومات حول أي رهائن متوفين لم تُسترجع جثامينهم خلال 72 ساعة، أو حول رفات الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. كما نصّ البند على أن تُبذل كل الجهود الممكنة لضمان استخراج الجثث وتسليمها بأمان، وأن تبذل حماس "الجهد الأقصى" للوفاء بهذه الالتزامات في أسرع وقت.

أضاف المصدر أنّ حماس سلّمت بالفعل عشرين أسيرًا على قيد الحياة وأربع جثث، وأنّها بدأت مساء الثلاثاء في تسليم أربع جثث إضافية ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن تُسلّم بقية الجثث وعددها ثمانٍ وعشرون لاحقًا.

وانتقد المصدر ما وصفه بـ"العدوان الإبادي الإسرائيلي" الذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 245 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، مشيرًا إلى أنّ كمية الذخائر التي ألقتها إسرائيل على غزة تجاوزت تلك التي استخدمتها القوى الأوروبية الكبرى في الحرب العالمية الثانية. كما دمّرت إسرائيل، بحسب قوله، أكثر من 90 بالمئة من المباني السكنية و88 بالمئة من المنشآت التجارية.

وأكد أنّ العديد من الأسرى الإسرائيليين لقوا حتفهم خلال القصف الإسرائيلي مع حراسهم من المقاومة الفلسطينية، وأنّ الاتصال انقطع مع بعض الوحدات المسؤولة عن حراسة الجثث. ودعا الإسرائيليين إلى تحميل رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو وحكومته والجيش مسؤولية مقتل الأسرى وفقدان جثثهم تحت الركام، تمامًا كما يتحملون مسؤولية مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين.

وبيّن المصدر أنّ كتائب القسام حذّرت مرارًا من أنّ القصف العشوائي سيؤدي إلى مقتل الأسرى، لكن الجيش الإسرائيلي لم يخفف هجماته. وقال إنّ الوحدات المكلّفة بحراسة الأسرى – سواء الأحياء أو الموتى – تعرّضت للاستهداف المباشر، مما صعّب معرفة أماكن الجثث بعد مقتل أفرادها.

وأضاف أنّ الحركة ملتزمة بالاتفاق وبإعادة جثامين جميع الأسرى، وتبذل جهدًا كبيرًا لتحقيق ذلك رغم الظروف الصعبة. وأشار إلى أنّ نص الاتفاق نصّ بوضوح على إعادة الجثث "في أسرع وقت ممكن"، وأنّ حماس مستعدة للتعاون مع الجهات الدولية وفق ما ورد في البنود الموقعة.

وانتقد المصدر ما وصفه بـ"سوء النية الإسرائيلي" أثناء تنفيذ الاتفاق، موضحًا أنّ إسرائيل بدّلت قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في اللحظات الأخيرة واستبعدت أسماء قيادية كانت مشمولة بالإفراج، ومع ذلك التزمت حماس بتعهداتها وأفرجت عن جميع الأسرى الأحياء في الموعد المحدد إضافة إلى أربع جثث.

وأكّد المصدر أنّ الدمار الإسرائيلي "غيّر جغرافيا غزة بالكامل"، ما يجعل تحديد المواقع بدقة مهمة شبه مستحيلة، خاصة في ظل انهيار البنية التحتية وانقطاع الاتصالات في معظم المناطق.

كما وصف إغلاق معبر رفح بأنه "انتهاك خطير للاتفاق"، مشيرًا إلى أنّ هذا الإجراء يعقّد عمليات البحث والإنقاذ ويمنع إدخال المساعدات الإنسانية. ودعا الوسطاء الدوليين إلى التدخل الفوري لإعادة فتح المعبر وضمان استمرار تنفيذ بنود الاتفاق دون عراقيل.

اختتم التقرير بالإشارة إلى أنّ حماس، رغم الدمار الهائل والخسائر البشرية، تحاول إثبات التزامها ببنود الهدنة والتعاون مع الوسطاء، في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات حول من يعرقل استكمال تنفيذ الاتفاق. ويؤكد تحليل ميدل إيست آي أنّ الأزمة الراهنة تكشف هشاشة التفاهمات بين الجانبين، وأنّ إعادة بناء الثقة ستظل تحديًا طويل الأمد في طريق أي تسوية سياسية قادمة.

https://www.middleeasteye.net/news/exclusive-hamas-says-israels-indiscriminate-destruction-gaza-behind-delay-locating-captives